17 - 07 - 2024

وداعا ..أستاذنا الكبير عبد العال  الباقوري

وداعا ..أستاذنا الكبير عبد العال  الباقوري

 غادر دنيانا  الفانية الاستاذ والكاتب الصحافي الكبير ، عضو مجلس نقابة الصحفيين السابق عبد العال الباقوري.

 مثل عبد العال الباقوري بالنسبة لي شعلة ضوء مهمة ...منذ عرفته كشخصية عامة كرئيس لتحرير جريدة (الأهالي) ، ثم حين اقتربت منه حين تراس مكتب جريدة "ااخبار العرب" الاماراتية في القاهرة، وكنت اعمل وقتها بالصحيفة ذاتها في ابوظبي، ثم اقتربت منه اكثر حين اصبحت عضوا  دائما في ( قعدة السبت) التي كان هو عمدتها وقائدها ورمانة الميزان فيها، والتي كانت تضم زمرة مثقفين مصريين وضيوف عرب معظمهم ياتون بارتباطهم معه.

كان دمث الخلق ومهذبا الي الحد الذي لم ار له مثيلا ، وكان يخاطب الجميع بلفظة "أستاذ" حتي من هم اصغر منه   بنصف قرن، وكان حريصا على ان تظل "القعدة –السنمار" مفيدة طوال الوقت، ومكانا تسمع فيه عن اخر الكتب وآخر الافكار وآخر التحليلات، وان يحول بينها وبين التحول ككثير من جلسات المثقفين الي مكان للنميمة والثرثرة الشخصية.

كان  جادا محبا للبشر ومحبا للحياة، وفي زيارتي الاخيرة له بالمستشفى الجوي استرسل في لحظة نقاهة يحكي لي تفاصيل لحظة الانقلاب في  الصحافة المصرية في منتصف السبعينات وتغير البوصلة من الناصرية الي الساداتية بالتفصيل المفيد، وفي اخر محادثة تلفونية معه ظل يناقش  ايضا بحماس "التطورات الاثيوبية الاخيرة"  و كنت احسده على ذلك التكوين الصعيدي  الجاد الذي يظل يقرأ ويكتب ويناقش حتى اخر لحظة,  رغم المرض والمعاناة.

بالرغم من عدم تفاجؤنا، نحن من كنا حوله، لاستقبال اخبارصحية  ليست طيبة بعد دخوله العناية المركزة اكثر من مرة ثم دخوله في غيبوبة المرة الاخيرة،،  كان  لخبر رحيله وقعه الدامي على القلب. 

برحيله ترحل ايام حلوة كثيرة، وتنتهي الي غير رجعة "جلسة السبت" التي كانت واحة  بالنسبة  لنا وسط صحاري، وتنتهي بالنسبة لي تلك الصحبة الحلوة حين ارافقه في رحلة العودة بسيارته من وسط القاهرة الي مدينة نصر، نستكمل ماكنا نحكي فيه.

برحيله يمضي نموذج اخر من جيل قاتل من اجل الكلمة وعارض وحاول الدفاع عن الحقيقة، في اطار يجمع الواقعية والالتزام.

برحيله ،، يرحل كاتب صحافي  ورئيس تحرير ذو وجهة نظر ومبدأ  - من جيل احمد بهاء الدين وكامل زهيري وصلاح حافظ –، ليحل محله واحد من "الكتبة " المستاجرين"؟

وداعا استاذنا عبد العال الباقوري...

الدعاء لك بالرحمة، والدعاء لنا بالصبر في افتقادنا قامة صحافية وثقافية وانسانية كبيرة  ليس هناك ما  يعوضنا عنها.

مقالات اخرى للكاتب

وداعا محمود كاسور